زينب إسماعيل
زينب إسماعيل


أحوالنا

زينب إسماعيل تكتب: رجلا تمني الفاروق قتله

بوابة أخبار اليوم

السبت، 29 أكتوبر 2022 - 11:03 ص

عبارة أثارت الإنتباه أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام أعمال المؤتمر الاقتصادي وهي نداؤه للمصريين "إكرهوا الفقر ولا تكرهوا الفقراء" نعم الفقرهو الآفة الكبرى في حياتنا تمتد أصولها التاريخية إلى مئات السنين بالرغم من كل مظاهر الرفاهية التى تعيشها بعض الفئات على أنغام آهات وأنات فقراء نفس المجتمع ويبدوا هذا واضحا في مصر التي تجمع بين مناطق الفيلات والقصور ومن حولها العشوائيات التي كانت غولا جامحا يكاد أن يفتك بمن حوله - الحمد لله يتم حاليا تحويلها الي مناطق تليق بكرامة الإنسان في كل بقاع ارض مصر – والعشوائيات قد يكون سببها التجاهل المتراكم من الحكومات المتعاقبة وغض البصر عنهم من الرؤساء الذين حكموا مصر بعد حكم الملكية الذي تميزت فيه مصر عن غيرها آنذاك بالفقر وكانت تسمي ببلد "الحفاة " وكانت أغلب صدقات أصحاب القصور في تلك الفترة هي عبارة عن عدد من المراكيب أو القباقيب !

وها نحن اليوم بعد اشتراكية الرئيس جمال عبد الناصر وبعد الانفتاح الاقتصادي للرئيس محمد أنور السادات، وبعد سيطرة رجال الأعمال خلال حكم الرئيس مبارك وبعد الطامة الكبرى التي ضربت الفقير في مقتل خلال حكم الدكتور محمد مرسي  - وكان الفقير في عهده لايساوي سوي زجاجة زيت أو كيلو سكر !!

نعم اليوم الأمور تتغير إلى الأحسن بصورة لاينكرها منصف ولكن الفقير يطمع في المزيد حتي يكون دعم الدولة له هو السلاح القاتل للفقروهذا الدعم يكون مزينا بمزيد من الرقابه علي القائمين علي تقديم هذا الدعم والتحقق أنه يصل الي مستحقيه وهي مهمة يقوم بها كل فئات المجتمع ومؤسساته.

هنا أذكر الإمام العادل عمر بن عبد العزيز الذي طبق  كل السبل لمحاربة الفقر حتي جاء يوم لم يجدوا محتاجا لتصرف له الزكاة وذلك لأن الفقر اختفي ليس بالعدل فقط وإنما بالتقوي ومراقبة النفس من القائمين في عهده وتصديق ما عاهدوا الله ثم الخليفة عليه بتنفيذ العمل بالشفافية الخالصة .. أنوه هنا الي أن حزمة قرارات الحماية الاجتماعية الأخيرة وما سوف تليها من إجراءات للتخفيف علي المواطن المصري لن تؤتي ثمارها  إلا اذا عمت الشفافية والعدل ووصول  الدعم الي مستحقيه  أموالا كانت أو شقة أو حتي زجاجة زيت ..  خاصة وقد أصبح الفقر رجلا يمشي في البيوت متنكرا في عباءة المرض والجوع والجهل  .. الفقر هو الرجل الذي تمني الفاروق عمربن الخطاب أن يقتله - امنية حاكم عادل  قوي احس بوطأة الفقر و قسوته و رغم ذلك لم يطمئن علي قدرته في محاربته فقال مقولته الشهيرة " لو كان الفقر رجلا لقتلته" !

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة